القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تبدأ التجارة الالكترونية في سنة 2024

 

ما هي التجارة الإلكترونية؟ وكيف يمكن لأي شخص البدء في مشروع تجاري عبر الإنترنت في سنة 2024؟




إذا كنت تفكر في بدء مشروع تجاري عبر الإنترنت، فأنت على المسار الصحيح، فهذا النوع من الأعمال هو أحد أفضل الطرق للوصول إلى الاستقلال المالي وتأمين مصدر دخل مستدام ينمو مع تطور خبرتك في المجال.

فما هي التجارة الإلكترونية أساسا؟ ما أنواعها وما مزاياها؟ وكيف يمكن للفرد أن يدخل عالم التجارة الإلكترونية ويحقق النجاح فيه؟ أسئلة تتصدّر محرّكات البحث بشكل يومي نتيجة النمو الكبير الذي شهده هذا القطاع في الآونة الأخيرة. حيث يتوقّع تقرير صادر عن "eMarketer"، أن يصل حجم المبيعات الإجمالي العالمي للتجارة الإلكترونية إلى 6.388 تريليون دولار بحلول عام 2024. فيما أكدت منصة "EcommerceDB" في تقرير لها حديث، أنه من المتوقع أن تصل إيرادات التجارة الإلكترونية في المغرب فقط، إلى حوالي 3.1 مليار دولار، أو ما يعادل 31.7 مليار درهم، بحلول عام 2027.


1-ما هي التجارة الإلكترونية؟


التجارة الإلكترونية (E-commerce) بكل بساطة هي عملية شراء وبيع المنتجات أو الخدمات عبر الإنترنت، وتشمل جميع الأنشطة التجارية التي يمكن أن تتم عبر الإنترنت، مثل البيع بالجملة والتجزئة، والبيع المباشر، والمزادات المتاحة على الإنترنت، والإعلان والتسويق، وخدمات العملاء، والمعاملات المالية الإلكترونية بين الأفراد أو الشركات.

بدأت التجارة الإلكترونية كمصطلح جديد في عالم الاقتصاد مع ظهور الإنترنت في بداية التسعينيات. لكن في حقيقة الأمر، كل ما عرفته التجارة الإلكترونية من تطوّر وانتشار قبل عام 2019، في كفّة. وما أصبحت عليه في الثلاث السنوات الأخيرة بعد جائحة كوفيد-19، في الكفّة الأخرى… حيث باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، وأصبح بإمكان المستهلكين شراء كل شيء من خلال الإنترنت، وبدون الحاجة للخروج من المنزل.

وهكذا، تحوّلت التجارة الإلكترونية إلى حل فعّال لمسايرة الوضع الجديد بفضل ما تتمتع به من مزايا تتفوق بها على التجارة التقليدية.


2-مزايا التجارة الإلكترونية


أهم مميزات التجارة الإلكترونية والمطبقة على شبكة الإنترنت بعدة مميزات أهمها:
-لا يوجد استخدام للوثائق الورقية المتبادلة والمستخدمة في إجراء وتنفيذ المعاملات التجارية، كما أن عمليات التفاعل والتبادل بين المتعاملين تتم إلكترونياً ولا يُستخدم فيه أي نوع من الأوراق. ولذلك تعتمد الرسالة الإلكترونية كسند قانوني معترف به من قبل الطرفين عند حدوث أي خلاف بين المتعاملين.
-يمكن التعامل من خلال تطبيق التجارة الإلكترونية مع أكثر من طرف في نفس الوقت، وبذلك يستطيع كل طرف من إرسال الرسائل الإلكترونية لعدد كبير جداً من المستقبلين وفي نفس الوقت، ولا حاجة لإرسالها ثانية.
-يتم التفاعل بين الطرفين المتعاملين بالتجارة الإلكترونية بواسطة شبكة الاتصالات، وما يميز هذا الأسلوب هو وجود درجة عالية من التفاعلية من غير أن يكون الطرفان في نفس الوقت متواجدين على الشبكة.
-عدم توفر تنسيق مشترك بين كافة الدول من أجل التنسيق وصدور قانون محدد لكل دولة مع الأخذ بعين الاعتبار قوانين الدول الأخرى، وهذا بدوره يعيق التطبيق الشامل للتجارة الإلكترونية.
-يمكن أن تُباع وتُشترى السلع غير المادية مباشرة ومن خلال شبكة الاتصالات، وبهذا تكون التجارة الإلكترونية قد حققت تغيرا جذريا في عملية البيع والشراء، ومثال ذلك التقارير والأبحاث والدراسات والصور وما شابه ذلك.


3-أنواع التجارة الإلكترونية


قد يتبادر إلى ذهن البعض مباشرة عند سماع مصطلح التجارة الإلكترونية، تلك العملية التي تشمل شراء ما يُعرض من منتجات أو خدمات في متجر إلكتروني، وما يتعلق بها من شحن واستلام ودفع مقابلها عبر وسيلة دفع معينة، وفقط!

وإن كان هذا النموذج يعتبر الأكثر شيوعًا في مجال التجارة الإلكترونية، إلا أن الأمر لا يقتصر فقط على هذا النوع من التجارة، والتي تعرف بالتجارة الإلكترونية بين الشركات والمستهلكين (B2C)، بل هناك أنواع أخرى إلى جانب هذا الشكل، وهي كما يلي:

✦  التجارة الإلكترونية بين الأفراد  (C2C)

وهي عملية بيع وشراء المنتجات والخدمات بين المستهلكين وبعضهم. و تتم هذه العملية عبر منصات إلكترونية، مثل المواقع الإلكترونية للبيع والشراء، وحتى عبر متاجر إلكترونية متخصّص في هذا النوع من التجارة. ويمكن أن تشمل التجارة الإلكترونية (C2C) المنتجات المختلفة، مثل الأثاث والإلكترونيات والملابس والكتب والأدوات المنزلية وغيرها. وتستند هذه النوعية من التجارة إلى ثقة المستهلكين في بعضهم البعض، وتسهل تبادل المنتجات والخدمات دون الحاجة إلى وسيط تجاري.


✦  التجارة الإلكترونية بين الشركات (B2B)

وهي التجارة التي تتم بين المصانع والشركات، حيث تقوم شركة ببيع المنتجات لشركة أخرى لاستخدامها في عملياتها التجارية. وغالبا ما تختص بإجراء صفقات تجارية بينها حسب مجال عمل كل شركة. وتشمل هذه الصفقات شراء المواد الخام والمنتجات الجاهزة والمعدات وغيرها من البضائع، ومختلف الخدمات أيضا.


✦  التجارة الإلكترونية بين المؤسسات الحكومية والمواطنين (G2C)

يشير هذا النوع من التجارة الإلكترونية إلى العمليّات التجارية التي تتضمن توفير الخدمات والمعاملات الحكومية عبر الإنترنت للمواطنين. ويشمل ذلك مختلف الخدمات الحكومية مثل إصدار التصاريح والرخص والشهادات، ودفع الرسوم والضرائب والغرامات، ومتابعة حالة الطلبات والمعاملات الحكومية عبر الإنترنت، والعديد من الخدمات الأخرى التي يمكن للحكومة تقديمها للمواطنين في هذا السياق.


✦  التجارة الإلكترونية بين الشركات والحكومات (B2G)

ويشمل هذا النوع كل المناقصات والمزايدات والتعاقدات الحكومية وغيرها من العمليات التجارية التي تتم بين الشركات والحكومات حصرا، والتي تتطلب مزودي الخدمات والموردين لتلبية احتياجات الحكومة.


✦  التجارة الإلكترونية بين المستهلكين والشركات (C2B)

يعتمد هذا النموذج من التجارة الإلكترونية على مبدأ أن المستهلك يعرض منتجاته أو خدماته للشركات التي تبحث بالتحديد عن ما يعرضه، على سبيل المثال: إعلانات المشاهير والمؤثرين للشركات وأصحاب المشاريع، المصممون الذين يعرضون شعارًا (Logo)، وتصميمات مختلفة للشركات وغيرها من المواد التي يتم بيعها بطريقة عكسية من المستهلك إلى الشركة.


بقي أن نشير إلى تصنيف آخر يطال المتاجر الإلكترونية بشكل خاص، وهو تصنيف المتاجر الإلكترونية من حيث نوعية المنتجات أو الخدمات التي تقدمها.


4-أنواع المتاجر الإلكترونية


مع تزايد الطلب على التسوّق عبر الإنترنت، يتنامى أيضًا عدد وتنوّع المتاجر الإلكترونية. فقد أصبح هناك العديد من الأنواع المختلفة من المتاجر الإلكترونية التي تلبي احتياجات مختلف الأفراد والشركات. أبرز هذه الأنواع تأتي على الشكل التالي:

ــ متاجر التجزئة للبضائع العامة (General merchandise retail stores): وهي المتاجر الإلكترونية التي تبيع مجموعة واسعة من المنتجات والسلع، مثل الأزياء، والإلكترونيات، والأدوات المنزلية، والمجوهرات، والأدوات الرياضية، وغيرها.

ــ المتاجر الإلكترونية الخاصة بالخدمات (Service-based online stores): وهي المتاجر التي تقدّم خدمات عبر الإنترنت، بدلاً من بيع منتجات. وتتضمن هذه المتاجر العديد من الخدمات المختلفة، مثل خدمات التدريب والتعليم عن بعد، والتصميم الجرافيكي، والاستشارات القانونية والمالية، وخدمات تطوير البرمجيّات وتصميم المواقع الإلكترونية، والترجمة، وتدريب الليّاقة البدنية، وتصميم الأزياء، وتصميم الديكور الداخلي وغيرها الكثير.

ــ المتاجر الإلكترونية الخاصة بالمنتجات الرقمية (Digital Poducts Providers): وهي المتاجر التي تسمح للعملاء بشراء وتنزيل المنتجات الرقمية مثل الألعاب والكتب الإلكترونية والبرامج الحاسوبية وتطبيقات المحمول، والموسيقى والأفلام والدورات التدريبية والصور الفوتوغرافية والقوالب الجاهزة في مختلف مجالات التصميم وغيرها من المنتجات الرقمية.


5-كيف يمكن لأي شخص مزاولة التجارة الإلكترونية؟


قد تلهمك قصة مؤسس شركة "سولد"، والذي ابتكر خدمة للوقوف في الطوابير بدلاً من الناس، وحقّق من خلالها نجاحًا كبيرًا، حيث يقف

 في الصفوف لانتظار كل شيء. بدءً من الأغراض البسيطة ووصولاً إلى شراء تذاكر الأفلام والحفلات الموسيقية، وذلك بتكلفة 25 دولار للساعة الأولى و 10 دولارات لكل نصف ساعة إضافية، وصرّح أنه يجني في بعض الأحيان 1000 دولار في الأسبوع الواحد من وراء هذه الخدمة.


كيف أبدأ؟

يقول "ستيفن كوفي" في العادة الثانية من كتابه "العادات السبعة للناس الأكثر فعالية":

"ابدأ والنِهاية في ذِهنك"

يساعد هذا الأسلوب بالتأكيد، على تحديد أولوياتك والتركيز على الخطوات التي تساعدك على تحقيق هدفك، ويجنبك أيَّ نشاطٍ لا يؤدي في النهاية إلى هذا الهدف. نحن لا نحاول هنا أن نبيعك الوهم، إنما هي خطوات عملية ستساعدك على الانطلاق بثقة إذا قرّرت اتباعها.


-الخطوة الأولى: اختيار فكرة مشروع

للبدء في أي مشروع تجاري، يجب عليك أوّلا اختيار فكرة جيدة تتناسب مع مهاراتك واهتماماتك. يمكنك البحث عن أفكار مشاريع تجارية على الإنترنت، استشارة الأهل والأصدقاء، استفسار ذوي الخبرات في المجال، اقتناص أفكار من وسائل التواصل الاجتماعي، كما يمكنك الوصول إلى فكرة معينة انطلاقا من الجمهور الذي تريد استهدافه بنشاطك التجاري. المهم، أن تستقر على فكرة معيّنة، وألاّ تتردد كثيرا في اتخاذ القرار. تذكّر أن الخطوات الأولى هي الأصعب، وفي بعض الأحيان يمكن أن تفشل، لكن في نهاية المطاف، الفشل في المحاولة الأولى أفضل من عدم المحاولة على الإطلاق، والقاعدة تقول "لا يوجد فشل، هناك فقط نتائج وخبرات".


-الخطوة الثانية: بحث وتحليل السوق المستهدف

قبل البدء في تنفيذ فكرتك، عليك أن تقوم بدراسة السوق وتحليلها بعناية. يجب أن تتحقّق من وجود الفرصة والحاجة إلى المنتج أو الخدمة التي تريد تقديمها، وكذلك تقييم المنافسين وتحديد ميزتك التنافسية.


-الخطوة الثالثة: إنشاء متجر إلكتروني

بعد اختيار فكرة المشروع وتحليل السوق، يمكنك البدء في بناء متجرك الإلكتروني. والأمر جدا بسيط حاليا، لن يتطلب منك مهارات تقنية عالية أو خبرة طويلة في مجال التصميم، بل هناك العديد من المنصات التي تسهل عليك عملية إنشاء متجر إلكتروني احترافي بميزات مختلفة. قم بجولة استطلاعية عن ميزات كل منصة على حدة، واختر الأنسب لك.


-الخطوة الرابعة:  تحديدة وسيلة الدفع

تحديد بوّابة دفع موثوقة لتسهيل عملية الأداء من الإجراءات الضرورية التي يجب اتخاذها منذ البداية لتحسين تجربة التسوّق لعملائك، وضمان نجاح عملية البيع. وبما أن هناك العديد من وسائل الدفع المختلفة متاحة حاليًا، فيجب التركيز على اختيار الأنسب لجمهورك المستهدف، ومحاولة تنويع بوّابات الدفع لديك لتحقيق أفضل النتائج وتوفير مرونة في صفحة الخروج.


-الخطوة الخامسة: حجز اسم دومين خاص بك

لا يجب التهاون بأهمية حجز اسم دومين لمتجرك الإلكتروني؛ فهذا يسهّل وصول العملاء لمتجرك ويساعد في تحسين ظهور موقعك ضمن نتائج محركات البحث، بالإضافة إلى مساهمته في بناء الهوية الإلكترونية لعملك وتعزيز الثقة بين العملاء ومتجرك وفوائد أخرى عديدة.


-الخطوة السادسة: اختبار المتجر

تأكّد من إجراء فحص شامل لجاهزية متجرك قبل إطلاقه للعموم، وقم بتصحيح أيّ خطأ أو ثغرة قبل أن يتعرض لها العملاء. تحقّق من عدم وجود أي مشاكل تقنية تعيق وصول العملاء إلى المنتجات أو الخدمات التي تعرضها في متجرك أو تحُول دون إكمال عملية الشراء بشكل سلس. قم بإجراء طلبيات تجريبية وتتبّع جميع مراحل البيع حتى يتم توصيل الطلبيات بالشكل المطلوب.

هذه المرحلة ستجعلك مستعدًا لتسويق عملك بثقة ومتأكدا أن جهودك لن تذهب سدى.


-الخطوة السابعة: وضع خطة تسويقية

في ظل المنافسة الشديدة التي تشهدها التجارة الإلكترونية حاليا، يصعب تحقيق النمو المرجو دون وجود خطة تسويقية واضحة للوصول إلى العملاء المحتملين وتحديد المسار الذي يجب اتباعه لتحقيق الأهداف المنشودة.

لذا اجتهد في صياغة حملات إعلانية فعّالة واستخدم قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي لإنجاز المهمة.


-الخطوة الثامنة: تأكيد الطلبيات

وصولك إلى مرحلة تأكيد الطلبيات لا يعني بالضرورة أن البيع قد تم بالكامل بنجاح، لذلك من الأهمية بمكان إتقان فن تأكيد الطلبيات مع الزبائن، وتوظيف كل مهاراتك للمرور بلباقة من تأكيد صحة الطلبية وتأكيد موعد التسليم، إلى البيع البديل (Upselling)، أو تقديم عروض وتخفيضات أخرى، ومحاولة كسب ربح إضافي محتمل من كل اتصال. وعمليا، كل اتصال في مرحلة تأكيد الطلبيات هو فرصة لبناء علاقة جيّدة مع العملاء وتحويلهم إلى عملاء دائمين.


-الخطوة التاسعة: توفير خدمة الشحن

ما أهمية كل ما سبق إذا لم يستلم العميل طلبيته في الموعد المحدّد، أو استلم طلبيته بشكل غير لائق؟

من هنا تأتي أهمية الشحن كمرحلة أخيرة ضمن علاقة المتسوقين بمتجرك. وأيّ تهاون في هذه المرحلة، قد يفوّت عليك فرص عديدة في الحصول على طلبيات. لذلك يجب النظر لشركات الشحن والتوصيل كشريك مهم في نجاح عملك وضمان رضا العملاء.


-الخطوة العاشرة: خدمة ما بعد البيع

أيّاً كان ما تبيعه في متجرك، احرص دائما على جودة علاقتك بعملائك بعد البيع.

فعندما يشعر العملاء بأنهم يحظون بخدمة ما بعد البيع ممتازة ومتميزة، فغالبا ما يرغبون في التعامل مرة أخرى مع نفس المتجر، وينصحون آخرين بالتعامل معه أيضًا. وبالتالي، فإن الاستثمار في خدمة ما بعد البيع يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإيرادات وتحسين سمعة المتجر، ويخدم إشعاع العلامة التجارية بشكل عام. وهو الأمر الذي يجعله عنصرًا مهمًا لنجاح أي مشروع تجاري عبر الإنترنت. كما أن توفير خدمة جيدة ما بعد البيع يمكن أن يقلّل من نسبة الإرجاع ويزيد من عمر علاقة المتجر بعملائه.


-ختاما 

 التجارة الإلكترونية هي واحدة من القطاعات الأسرع نموًا وتطورًا في الوقت الراهن، وتقدّم فرصا عديدة للشباب لتحقيق أهدافهم المهنية والشخصية

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع